قلعة الفهيدي الأثرية
![نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة](http://www.athagafy.com/alrahlat/dub/5.jpg)
تم إنشاء متحف دبي الذي يعرض صورة بديعة لمكونات وملامح الحياة ، والذي يحفل بمعروضات ومجسمات ونماذج من المقتنيات الفريدة التي لخصت سيرة الإمارة ، ومظاهر حياة السكان المحليين.
وقد تأسس متحف دبي في قلعة الفهيدي الأثرية التي يعود تشييدها إلى عام 1778، في الجهة الجنوبية لخور دبي
N 25 15 48.5
E 55 17 50.2
الأرقام تعني الصور التالية
وهي إحدى القلاع التاريخية في إمارة دبي ، مربعة الشكل بمساحة تقدر بنحو 1535 متراً مربعاً ، حجارتها مرجانية ، مطلية بالجص ، ومسقوفة بجذوع النخيل المترابطة مع الخشب ، تحيط بها ثلاثة أبراج دفاعية وتتكون من ثلاث ردهات ذات نوافذ وأبواب ضيقة مطلّة على الساحة المكشوفة.
والبناء ذو طابقين سطحه العلوي غير مسقوف وهو معد لأغراض دفاعية ، إذ تحوي أسواره الحجرية العليا على فتحات للبنادق ، وقد ثُبتت فيما بعد مدافع قاذفة للكرات في الزاوية الشمالية الشرقية من القلة في الفترة ما بين 1900 ـ 1920م ، وهي ذات الفترة التي صُنعت فيها بوابة القلعة من خشب التيك وثُبّتت عليها حلقة نحاسية مستديرة الشكل زُيّن أعلاها بعبارة يالله ومحمد ، بينما دُوّن أسفلها اسم الحاكم الشيخ سعيد بن مكتوم.
وفي زاوية إحدى فرجتي البوابة الرئيسية ، بوابة صغيرة تستخدم للمرور عند إغلاق البوابة الرئيسية.
ولقد عُثر في دبي على العديد من المواقع الأثرية أعطت صورة عن طبيعة الحياة التي كانت عليها الإمارة ، وتشير إلى توغلها في عمق الزمن وامتدادها إلى ما يزيد على الخمسة آلاف عام.
واستطاعت الحفريات الأثرية أن توثق التاريخ القديم بدءاً من الألف الثالث ق.م ، واستكمالاً بالألفين الثاني والأول ق.م مروراً بمعالم الحضارة العربية الإسلامية في القرن التاسع الهجري ، حيث نشأت حضارة قديمة انفتحت على العالم واتصلت بحضارات السند والهند وبلاد الرافدين وجنوب شرق إيران وأفغانستان.
كما أبرزت بقايا مستوطنات بشرية ، ومدافن مليئة بالقطع الجنائزية المصنعة من الفخار والبرونز والحجر ، بهيئة جرار وأوان وأسلحة وحلي وخرز زخرفت بأشكال ومصوغات في غاية الدقة.
جريدة البيان الإمارتية التقت مي حميد إبراهيم الباحثة التاريخية في متحف دبي والتي لخّصت لنا سيرة متحف دبي وأبرز مقتنياته ومعروضاته ، حيث ذكرت أن المتحف قد تم افتتاحه في عهد المرحوم الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ، الذي عني بتطوير الحياة الثقافية في الإمارة إلى جانب إنجازاته في الاقتصاد والعمران والتعليم.
وفي إطار حرصه على التراث والكنوز الأثرية ، فقد وجّه بترميم قلعة الفهيدي لإعدادها كمتحف يضم لمحات من تاريخ المنطقة، والذي جرى افتتاحه رسمياً في 12 مايو من عام 1971 ، كما أكدت أن المتحف يُعد من أكبر المتاحف الموجودة في الدولة ، رغم أنه بدا متواضعاً بمقتنياته من تراث وآثار، كان معظمها من الهدايا.
ولم يكن قد تكامل بعد بالحفريات الأثرية. وأضافت أن المتحف كان يتكون من قاعتين فقط ، إلا أن التنامي المتزايد في الدولة ، أدى إلى تزايد المقتنيات وأصبحت الحاجة ماسة لافتتاح متحف جديد ، تمت إضافته تحت الأرض بعمق 5,3 أمتار ، وكان افتتاحه في 19 مارس 1995.
أقسام المتحف
وأشارت إلى أن المتحف يشتمل على ثلاثة أقسام رئيسية ، تتوزع معروضاتها ضمن أغراض استخدامات القلعة قديماً ، وكنوز الحضارة التاريخية والأثرية لإمارة دبي ، وهي «قلعة الفهيدي» التي تتضمن قاعات لدفاعات دبي القديمة ، بأبراجها وقلاعها ، بهيئة مجسمات وخرائط وصور ، وأدوات متتالية تقليدية مستخدمة في المنطقة عبر القرنين الماضيين.
قسم التراث
الذي يعرض الموروثات الثقافية للملامح الإنسانية من معالم الحياة التراثية في سياقها الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي، والبيئي ، خلال القرن الماضي وبداية القرن الحاضر ، و«قسم الآثار» الذي يعرض لمقتنيات ضمن حقبة تعود لأكثر من خمسة آلاف عام ، مروراً بالحضارة العربية الإسلامية ، بحيث اعتمدت العروض على أحدث أساليب التكنولوجيا الحديثة، من عروض سينمائية وتلفزيونية ونماذج وعروض حية ، مع توثيق للحياة البرية في الصحراء من أشكال الطيور والحيوانات ومصادر المياه ، مرفقة مع مؤثرات صوتية تخدم أغراض التوثيق.
وأشارت إلى عروض الفنون الشعبية الإماراتية ، من رقصات وأدوات موسيقية من طبول ، ودفوف ، وناي ، وربابة ، وطنبورة والمنيور المصنع من أظافر الماعز المجففة والمحاكة على الجلد والتي يلفها الراقص حوله لتعطي إيقاعاً موسيقياً بالإضافة إلى نموذج حيّ لرقصة العيّالة. بالإضافة إلى وجود نماذج للسكن القديم ، المتمثل في العريش «المسكن الصيفي لسكان البحر» المكون من جريد النخيل المترابط بخيوط سعفية. وعرض لأسلوب التهوية القديم «البراجيل».
في حين يتميز المبنى الجديد بموضوعات تراثية تتماشى مع التقسيم الجغرافي للإمارة ما بين الساحل ، والواحة ، والصحراء. وهناك عروض لدبي في العام 1950 توضح الملامح التقليدية للتراث الشعبي من زي ومساكن وعادات وتقاليد وأسواق تجارية تعرض فيها مختلف أنواع البضائع.
عروض الواحة
الواحة، مركز التجمعات الزراعية المتواجدة في الإمارة، والتي تعتمد على نظام الفلج في ري الأراضي وهو نظام قديم يعود إلى أكثر من خمسة آلاف عام في جر المياه من المناطق الجبلية عبر قنوات ثم يتم توزيعها على الأراضي الزراعية ، كما عني هذا الجزء من المتحف بعروض الرياضات العربية القديمة كسباق الهجن وسباقات الخيول ورياضة الصيد بالصقور ، وهي رياضة عربية قديمة تعود إلى ما قبل الإسلام ، وقد عُرفت هذه الرياضة في المنطقة، بحيث كان الناس يخرجون على شكل جماعات لاصطياد الحباري وممارسة هذه الرياضة التقليدية.