بقلم: رشيقة داؤود طه-كفر قاسم
وتتجلى العيون بلهفة سيل الدما!!
وتُزف بغسل العار المنهل من سماء الحب
أحضروها لا نريد تضييع وقتنا الثمين!
حزينة تلملم آخر دمعات حياتها
يديها بترصيع الألماس مكبله!!
بقيود الحديد القاهر الذي لا يتكسر!
تبكي تبتسم تهدئ ثم تتحسر!!
لا تحرمني هذه الحياة ! تروى وفكر ماليا
أنا هي أختك حبيبتك تذكر سيمفونية ذكرياتنا بالطفولة!
ليس ذنبي إن خفق قلبي لحب حياتي!
أهذه جريمة يعاقب عليها القانون ؟؟
انهضي يا وصمة عـــــــار على جبيني محفورة!!
لم ولن أنسى زمهرير طفولتنا بالصوت والصورة
والآن ها قد آن الأوان ...لأراك بثياب الموت مجرورة!!
سارت والرعب مندمل على كيانها
يقيد أرجلها ويردد أيديها!
يا أبتي الحنون أشفق على هذا الحال!
أين الرحمة ؟ أين العدل؟ لما الغفران بات محال؟!
بصوتها الملائكي نطقت بسحر ثقتها
ولكن تحجرت الأفئدة في مناجم الإعدام
مناجم ذهبية منها صخرية ومنها حريرية بخشونة
اسكتي يا وصمة عارنا التي تلألأت على العار ثم العار!!
سودتِ وجوهنا في غابة مليئة بخير البشر!
طأطأتِ رؤوسنا تحت مقصلة أقسى الغدر!!
ومصيركِ إعدام روحك حتى نغسل عارنا بسواد دمكِ
والله أني أحببته ولم استطع السيطرة على فؤادي العطوف
لم تلمس يدي يداه ولم ترَ عيني عيناه !!
كانت مجرد صدفه نائية الأبعاد
ولكني لم أعلم أن الدنيا مكتظة بالأشرار
لا لا لا... كنتِ على روحي غالية أما اليوم وكأنك خرقة باليه!
أبي مهجة قلبي سأطلب آخر ما تتمناه عيوني
أريدها لآخر لحظة استنشق عطرها الدافئ لعلني أموت بحضنها
لكِ ما طلبتِ إنها أمامك، ها هي أمكِ!
تعانقت الأيادي وبالأحضان رقصت الدموع على وتر الموت
تلاعب الهوى على أجنحة رياح غدر ذوي القربى!!
تلاشت الأبصار وأصبحت الأم وابنتها في طريق ناء!
هيا يا رجال جهزوا العدة !!
انهضي يا نهضة من ماتت بقلبها ذرة الاحترام
يا من خفق قلبها لغير أهلها يا أعتب وأقسى ملام
يا ابنتي التي تخليت عنها منذ أمس وضاع الكلام
يا ليت لو القي بكِ بين حشد من البشر مكتظ بالزحام
لا تحسبي أن من كان والدك يكرهك فهو تمنى أن يكون هذا كابوس من الأحلام
ارحلي عن الدنيا لأرفع راسي بين عشيرتي فأنت كزوبعة رخام
بعد رحيلك سأنظر من برجي العاجي الذي بوجودك أصبح أقبح حطام
لا تتنفسي هواء استنشاقه يحسب عليكِ أعظم حرام
يا وصمة عار!! حانت ساعتك فلترحلي يا ابنتي عليكِ آخر السلام
شهقت أنفاسها وسالت دماؤها كجريان الماء
وفارقت الحياة مظلومة بزمن العذاب الممجد على ارض قاحلة الرحمة!
ترعرعت بحضن دافئ تحبوا باطمئنان
وماتت مظلومة لمجرد هيام فؤادها قد نهض فهي نهضة السلام .
ورحلت إلى عالم الفنى تحبوا على ارض مشنقة عذاب زمنها الأليم الوهمي
والدماء تسبح في شظايا أعماق دموعها المنتثرة!!
![نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة](http://www.najah.edu/image/musahmat/3aaaaaaaaaaaaaar.jpg)
http://www.najah.edu/?page=3134&news_id=6096