ترميم الملك سعود لسطح الكعبة المشرفة في سنة 1377 هجرية – 1958 م
في أول شهر محرم لعام 1377هجرية الموافق يوليو 1957 م ، ظهر أن سقف الكعبة المشرفة يحتاج إلى ترميم ، وذلك بقرار لجنة علمية وفنية أمر بتشكيلها جلالة الملك سعود ، فصدر أمره السامي في آخر شهر المحرم لنفس العام إلى مدير الإنشاءات العمومية الشيخ محمد بن عوض بن لادن بالقيام بعمارة سقفي الكعبة المشرفة والترميم
حيث بدئ بالعمل في الحادي والعشرين من جمادى الثانية 1377هجرية الموافق يناير 1958 م ، بنصب ستار خشبي مرتفع حول الكعبة المشرفة من جميع جهاتها فيما عدا موضع الحجر الأسود والركن اليماني وحجر إسماعيل عليه السلام ، ونصبوا ممر السقايل إلى السقف من حجر إسماعيل عليه السلام ، وأحضرت الأخشاب ومكونات المونة وجميع المعدات اللازمة للترميم كاملة ثم بدأ العمل بعد ذلك
وفي ضحى يوم الجمعة الثامن عشر من شهر رجب الحرام حضر ولي العهد الأمير فيصل بن عبد العزيز نيابة عن أخيه الملك سعود وارتقى سطح الكعبة المشرفة مع بعض الضيوف والمسئولين وهدم بيده جزءا بسيطا من إفريز السطح إعلانا لبدء العمل
ثم بعد كشف السقف الأعلى كشفا تاما ، وركبت الميدات على الحيطان الأربعة ووضع عليها أخشاب السقف باتجاه الشرق إلى الغرب وثبتت بالمونة البلدية الجيدة وجعلت تحت رؤوسها عودان من الخشب ، أحدهما في الجدار الشرقي والثاني في الجدار الغربي ، وتحت هذه الأعواد من الوسط كمرة رأساها في الجدار الشمالي والجنوبي لحمل السقف الأعلى ، كما عملت كمرة أخرى لحمل السقف الأسفل ، وفرش على السقف ألواح الخشب ، ثم بنيت سترة السطح القصيرة بارتفاع 80 سم ، وهو ما يسمى (الطنف) ، وثبت فيها من الجهات الأربعة أسياخ معدنية قوية لتعليق ثوب الكعبة المشرفة عليها بعد أن كانت من الخشب سابقا ، ودهن خشب السقف بالسليقون وفرش عليه القلع المشمع ، فطبقة من المونة ثم طبقة من طوب العاقول الأحمر ثم طبقة من الخلطة والمونة البلدية القوية ، ثم غطيت بنفس الرخام الأبيض الذي كان على السطح بعد تنظيفه ، مع مراعاة الميول تجاه الميزاب الذي يسكب في حجر لسيدنا إسماعيل عليه السلام ، ثم أذيب الرصاص وصب بين أطراف الرخامات ليحكم تثبيتها وعدم تسريبها لمياه الأمطار ، ثم وضع رخام الإفريز على الجوانب الأربعة عموديا بارتفاع 25سم ، ورممت فتحة باب الدرج الذي بأعلى السطح وأبدل غطاؤها بغطاء جديد ملبس بالمعدن القوي الجميل ، ولقد استخدم الصالح من الخشب القديم للسقف إلى جانب الأعواد الجديدة ، وتم ترميم السقف الأدنى باستبدال الخشب التالف منه الذي كان مفروشا على أعمدة ثلاثة ممتدة من الشرق إلى الغرب ولم يستبدل منها سوى العمود الأوسط الأبيض الذي كان على السطح بعد تنظيفه ، عملت بعض الترميمات الخفيفة في لياسة جدار داخل الكعبة المشرفة ورخامات الأرضية والحائطية ، أما ميزاب الكعبة المشرفة فهو الميزاب الذي عمله السلطان عبد المجيد خان عام 1273هجرية الموافق 1857م ، من الفضة الخالصة الملبس بالذهب وهو من المتانة بحيث أنه لم يظهر عليه القدم ، فأعيد إلى مكانه بعد ترميم القاعدة الخشبية له وإعادة غرس المسامير الرأسية عليه والتي تمنع الحمام والطيور من الوقوف عليه ، وكذلك رمم خشب باب الكعبة المشرفة والعتبة وجدار كتف الباب ، ورمم درج داخل الكعبة المشرفة ولم يغير منها ولا عتبة واحدة ، ورممت الأعمدة الثلاثة الحاملة للسقف والتي وضعها عبد الله بن الزبير ترميما سطحيا خارجيا حيث أنها محتفظة بسلامتها رغم مرور أكثر من 1300 عام عليها (تم عرض صورة أحدهم سابقا في جزء بناء عبد الله بن الزبير) وهذه الأعمدة لها تيجان علوية مزخرفة ، وقواعد مربعة منقوشة ، وطولها غير المغروس منها في أرض الكعبة المشرفة هو 7 أمتار ، وقطر كل منها 44 سم تقريبا ، وفي الثاني من شهر شعبان 1377هجرية الموافق فبراير 1958 م ، أعلن رسميا عن انتهاء الترميم لسقف الكعبة المشرفة وما احتاجت إليه من ترميمات جانبية