أولاً: خطوط الطول ودوائر العرض (نظم الإحداثيات الجغرافي القديم)
يمكن تحديد المواقع على سطح الأرض بعدة طرق، منها النظام القديم الذي يعبر عن أي موقع على الخارطة بتقاطع خطين منحنيين (خط طول، وخط عرض)، حيث يمكن - مثلاً- التعبير عن موقع ما بالإحداثيات التالية (139 24ْ) (3445 46ْ).
فالرقم (46) يعبر عن رقم خط الطول ويقاس بالدرجة ( ْ)، وهو بعد الموقع بالدرجات عن خط جرينتش المنصِّف للكرة الأرضية رأسياً، والذي يمر بمدينة جرينتش ببريطانيا غرب المملكة العربية السعودية، حيث تقع شرقاً ب (46) من مركزها، والرقم (34) يعبر عن جزء من الدرجة، وأجزاء الدرجة تسمى بالدقائق - الدرجة 60 دقيقة - والرقم (45) هو جزء من الدقيقة، ويسمى بالثواني - الدقيقة الواحدة (60) ثانية(1).
أما الإحداثي السفلي فهو كالتالي: (24) تدل على بعد الموقع عن الخط المنصِّف للكرة الأرضية عرضياً، وهو خط الاستواء الذي يمر جنوب المملكة، والأرقام الأخرى أجزاء من الدرجة بالدقائق ثم الثواني على التوالي.
إلا أن هذا النظام لتحديد المواقع لم يكن سهلاً في إعطائه وقراءته، وكان معقداً لدرجة جعلت العلماء يحاولون البحث عن نظام أسهل وأسرع.
ثانياً: نظام الإحداثيات التربيعية الحديثة
طبع هذا النظام على شكل مستطيلات فوق النظام الجغرافي، مما سهَّل تحديد المواقع وقياس المسافات والزوايا. وهذا النظام يمكن تسميته بنظام الإحداثيات التسامتية أو المترية، ويقرأ كالتالي: E 645788 R 38 N 2768906.
فالرقم (R 38) هو رقم المنطقة التسامتية التي تقع ضمنها الخارطة، والأرقام (645688) تدل على بعد الموقع عن خط الطول المنصّف للمنطقة التسامتية بالأمتار وليس بالدرجات كما في النظام السابق، والأرقام (2766668906) تدل على بعد الموقع عن خط الاستواء بالأمتار والحرفان (NوE) يدلان على وجه الموقع شرقاً وشمالاً على التوالي.
كما أن هناك نظام عسكري (U.T.M GRID) لا يختلف كثيراً عن النظام التسامتي، ويمكن قراء ته كالتالي:
46742743 RPN 38لأقرب 10
467524 RPN 38 لأقرب 100
3289 RPN 38لأقرب 1000
حيث إن (R 38) هو رمز المنطقة التسامتية، و (PN) هو رمز مربع ال 000ر100 الذي تقع ضمنه الخارطة، وبقية الأرقام هي الإحداثيات مقربة إلى 1000ر100ر10 على التوالي.
ثانيا : المعرفة بالاتجاهات والانحرافات
عادةًً ما نستخدم الاتجاهات في حياتنا اليومية، كأن نقول: اتجه أو انحرف يميناً أو يساراً، لكن السؤال هنا هو إلى يمين ماذا؟ وإلى يسار ماذا؟.
يطلب العسكريون دائماً تحديد اتجاهات مسنودة إلى مرجعٍ معين أو نقطة أصل يمكن الرجوع إليها من أي نقطة على سطح الأرض، ومن هنا كان تحديد الاتجاه بوحدات يمكن قياسها من الزوايا. وقد ظهر العديد من الطرق لقياس الاتجاهات، منها: الدرجات وتقسيماتها (الدائرة 360)، والملزات وتقسيماتها (الدائرة 6400 ملز)، والقراد وتقسيماته (الدائرة 400 قراد)؛ وهذه الطرق تستخدم مع الوحدات المترية.
يحتاج تحديد أي اتجاه إلى نقطة بداية أو نقطة صفر يبدأ منها القياس، ونقطة أخرى تسمى نقطة المرجع، وهاتان النقطتان تحددان خط المرجع أو خط الأساس، لذا فهناك ثلاثة خطوط مرجع أو أساس هي : خط الشمال الحقيقي الذي يرمز له عادة بنجمة، ويدل على اتجاه القطب الشمالي؛ وخط الشمال المغناطيسي، الذي يرمز له بنصف سهم، ويدل على اتجاه إبرة المغناطيس الحرة والبعيدة عن المؤثرات؛ وخط الشمال التسامتي (التربيعي) ويرمز له بالحرفين (GN) وهما أول حرفين من اسمه باللغة الانجليزية ويدل على اتجاه خطوط الشرقيات للشبكة التربيعية. وأكثرها استخداماً في المجال العسكري هما الشمال المغناطيسي بالبوصلة في الميدان، والشمال التسامتي بالمنقلة على الخارطة .
كما أن لدينا نوعين من الزوايا: زاوية سمت أمامية ((Azimuthal Angle، وهي أكثر الزوايا المستخدمة عسكرياً، وتقاس باتجاه عقارب الساعة من خط الأساس وباتجاه الغرض ، كما أن هناك بالمقابل زاوية سمت خلفية معاكسة للزاوية الأمامية، ولإيجادها يتَّبع الآتي:
إذ كانت الزاوية الأمامية أقل من 180درجة، يضاف 180درجة للحصول على الزاوية الخلفية، والعكس صحيح. هذا بالنسبة للدرجات، أما الملزات إذا كانت أقل من (3200) ملز فإنه يضاف (3200) ملز.
وتبعاً لوجود 3 شمالات فهناك 3 اتجاهات: ( اتجاه حقيقي ، ومغناطيسي ، وتسامتي ) وجميعها تقاس من شمالها باتجاه الغرض مع عقارب الساعة .
ويوجد في كل خارطة مخطط للانحرافات، وخصوصًا في الخرائط من مقياس رسم (50.000:1) فأكبر ، لمساعدة قارئ الخارطة على توجيهها بالشكل الصحيح، ويبين هذا المخطط العلاقات بين الشمال المغناطيسي والحقيقي والتسامتي، ولذا يوجد ثلاثة انحرافات هي: ( انحراف مغناطيسي، وحقيقي، وتسامتي )، ويمكن تعريفها كالتالي:
1. الانحراف المغناطيسي : وهو الزاوية الصغرى المحصورة بين الشمال المغناطيسي شرقاً أو غرباًً (منسوباً للشمال الحقيقي) .
2. الانحراف التسامتي : وهو الزاوية الصغرى المحصورة بين الشمال الحقيقي والشمال التسامتي شرقاً أو غرباً ( منسوباً للشمال الحقيقي) .
3. الزاوية المغناطيسية التسامتية : وهي الزاوية الأفقية الصغرى المحصورة بين الشمال التسامتي والشمال المغناطيسي شرقاً أوغرباً (منسوباً للشمال التسامتي) .
4. المعرفة بمقياس الرسم، وإجراء القياسات، وتحديد المسافات:
إن أهمية معرفة المسافة على الطبيعة ذات أثر كبير بالنسبة لإجراءات التخطيط أو تنفيذ أي مهمة عسكرية، وتساعد مقاييس الرسم الموجودة على الخارطة على معرفة المسافة على الطبيعة.
ثالثا : مقياس الرسم
ومقياس الرسم هو (نسبة المسافة بين نقطتين على الخارطة إلى نسبة المسافة الأفقية بين النقطتين نفسهما على الأرض ) ، فلو قسنا المسافة بين نقطتين على الخارطة وكانت (1) سم وكانت المسافة الأفقية بين النقطتين نفسهما على الطبيعة (1) كم، كان مقياس الرسم (100.000:1) ، لأن (1) كم = 100.000سم، وتسمى المسافة بين النقطتين على الخارطة بالمسافة المرسومة، ويسمى ما يعادلها على الأرض بالمسافة الطبيعية .
ويوضح مقياس الرسم على الخارطة بعدة طرق، منها الطريقة الرقمية ، والخطية البيانية .
كما تعتبر الخارطة وسيلة لمعرفة الأبعاد بين نقاط مختلفة بالنسبة للعسكريين، وذلك لتوفر الدقة وعامل السرعة. ويتم ذلك القياس بواسطة المسطرة أو حواف الورق أو باستخدام عجلة القياس ، وهي طريقة عملية تحتاج إلى التمرس والتنفيذ العملي. وبشكلٍ عام يتم قياس المسافة بين نقطتين باستخدام إحدى الطرق السابقة، ثم وضعها على المقياس البياني الذي يوضح المسافات بالكيلومترات وأجزائها، والأميال وأجزائها، والأميال البحرية وأجزائها
هذا الموضوع منقول وشكرا