رئيسية المنتدى

ادعم الرحلات في الفيس بوك

الرحلات على تويتر

 
العودة   منتديات الرحلات > المـنـتـــديــــات الأســاســـية > رحلات أثرية والأطلال

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تقيم الاستفتاء
جيد 3 42.86%
متوسط 2 28.57%
حسن 0 0%
ممتاز 2 28.57%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 7. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-06-07, 11:29 PM   #1
سعود الراشد
 
Thumbs up بداية الاهتمام الوطني بالآثار في المملكة العربية السعودية

المقدمة

المملكة العربية السعودية هذا الجزء الجميل والكبير من شبه الجزيرة العربية, التي تقع في جنوب غرب أكبر قارات العالم قارة آسيا. العرب قديماً كانوا يقسمّون جزيرتهم إلى خمسة أقسام تشغل السعودية أربع منها, وهي تهامة, نجد, الحجاز, العروض أمّا الجزء الخامس فكان اليمن.

تبلغ مساحة السعودية حوالي 2,253 مليون كم2 تقريباً وهذا ما يعادل أكثر من ثلثي المساحة الكليّة لشبه الجزيرة العربية والتي تبلغ 3,1 مليون كم2, تضاريسها عبارة ساحل غربي يمتد على طول البحر الأحمر يحدّه سلسلة جبلية وهي المعروفة بمرتفعات صخور الدرع العربي, وهذه السلسلة الجبلية ينحدر منها عدد من السهول تقع بينها وبين ساحل البحر الأحمر وأشهرها سهل تهامة, هذا بالنسبة للجهة الغربية من السعودية أمّا المنطقة الداخلية والتي تسمى المسطّح العربي وهو مسطحاً واسعاً يحوي على عدد من الهضاب وهي هضبة نجد في الوسط, وهضبة الحماد شمالاً وجبال طويق الممتدة من الجنوب والمنطقة الداخلية أيضاً تضم أكبر أجزاء السعودية والتي هي عبارة عن عدد من الصحاري أهمها صحراء الربع الخالي وصحراء الدهناء وصحراء النفود, وفي المنطقة الشرقية تقع منطقة ساحلية تمتد على ساحل الخليج العربي. بشكل عام يعتبر المناخ في السعودية مناخ صحراوي جاف تندر الأمطار فيه في فصل الشتاء و في الأجزاء الجنوبية الغربية تقع بعض المناطق تحت تأثير الرياح الموسمية الصيفية مما ينتج عنه تساقط أمطار صيفية.
تعتبر المملكة العربية السعودية الصفحة الأولي التي يجب أن يقرأها أي باحث وخاصة الباحثين والمهتمين بدراسة المجتمع العربي والإسلامي من الناحية اللغوية والاجتماعية والحضارية والثقافية والدينية والاقتصادية باعتبارها البلد الأم لمعظم القبائل العربية والمركز الرئيسي للدين الإسلامي, هذه المعطيات كانت المحرك لكثير من الدارسين والباحثين في وقتنا المعاصر وليس الباحثين الآثارين بمنعزل عن هذا الاهتمام بالبحث عن الأدلة المادية والمخلفات الحضارية للإنسان في هذا الجزء الجغرافي من الأرض.

تمهيد:

يعنى علم الآثار بدراسة تطور الإنسان في علاقته بمحيطه وبإعادة تشكيل الماضي في مختلف أبعاده من خلال دراسة المخلفات المادية.
علم الآثار في المملكة العربية السعودية يعتبر فرع جديد بالنسبة لفروع المعرفة والتي سبقت فروعها الأخرى علم الآثار بفترة طويلة, فالآثار في السعودية لم تكن بأحسن حالاً من مثيلاتها في دول الخليج العربي من حيث تأخر اهتمام العلماء والباحثين بها, قد تكون من أسباب تجاهل علماء الآثار لهذه المنطقة هو تركز أعمالهم على المواقع الأثرية في مراكز الحضارات الكبرى في الشرق الأدنى القديم وهي حضارات وادي النيل,و وادي الرافدين, والنظر لمنطقة الخليج وشبه الجزيرة العربية كمنطقة هامشيه بين هذه الحضارات وعدم وجود تأثير خاص بها في مجرى تاريخ الإنسانية القديم مما يؤدي لقلة المخلفات الحضارية للإنسان فيها, وهذه المخلفات القليلة بحسب رأيهم في ذلك الوقت لم تكن مشجعه لهم بالمغامرة وعبور صحاريها الخطرة للكشف عن محتوى رمالها وقراءة جدران جبالها, أضف إلى ذلك الدور التي كانت تقوم به الدولة العثمانية من تخويف مواطنين هذه المنطقة من خطر الرحالة والباحثين على دينهم وعاداتهم وأيضاً اقتصادهم وهذا كان يجعل السكان أخطر من صحرائهم في إبعاد القلة من الباحثين الذين رغبوا في دراسة هذه المنطقة واكتفائهم بالمعلومات التي تكلمت عنها المصادر القديمة كالكتب المقدسة والكتابات الكلاسيكية. مر وقت طويل على نشأة علم الآثار بمنهجيته الخاصة كعلم له نظرياته وقواعده التي تبناها علمائه الأوائل وأسسوا بأعمالهم فلسفته الخاصة بالبحث والتنقيب للكشف عن مخلفات الإنسان المادية للتعرف على الماضي من خلالها وإعادة تصور الحياة المادية لحياة المجتمعات السابقة, كل تلك الأبحاث والدراسات الأثرية التي غيرت الفكر الاجتماعي السائد بين الناس باكتشافاتها في كهوف أوروبا وإهرامات مصر وزقورات بلاد الرافدين ومعابد اليونان والرومان ومسارحها, على درجة أهمية كل هذه الاكتشافات إلا أنها كادت تعيد علم الآثار للفترة السابقة لبدايته وهي فترة جمع الكنوز والمجموعات الخاصة هذا ما كان يوحي إليه التجاهل للمواقع الأثرية الأخرى في السعودية أو في مناطق الخليج وشبه الجزيرة العربية الأخرى, فأصبح عالم الآثار يبحث في أعماله عن أكبر كمية من المعثورات حتى لو كان هذا العدد لن يضيف أي شي جديد في مجال الكشف عن ماضي البشرية أو إجابة على تساؤلات طرحتها المخلفات المكشوف عنها قبل عمله, فقد كانت بعض المخلفات المادية المكتشفة تنقصها حلقة ضائعة تشير بعض الأدلة لإمكانية قدومها من مكان آخر أو وجود حلقتها الناقصة في مكان آخر يلزم البحث عنه في كل منطقة الشرق الأدنى القديم وليس فقط في المناطق المتميزة بكبر مساحات مواقعها الأثرية وقوة سلطتها السياسية والاقتصادية في الفترة التي انتشر فيه نفوذها الحضاري, وقد يكون "نوبنيد" الملك البابلي مثال الحلقة الضائعة التي وجدت في منطقة أخرى وهي منطقة تيماء في شمال السعودية التي كانت تنظر مواقعها الأثرية لعلماء الآثار بشوق لتكشف لهم عن مكنوناتها وتعاتبهم على تجاهلها. وفعلاً جاء جيل من علماء الآثار أثبت أنه ليس من المعقول تجاهل هذه المنطقة لفترة أطول وخاصة عندما كشفت بعض المعثورات في مراكز الحضارات الكبرى مدى عمق الصلات الحضارية بين شبه الجزيرة العربية بجنوبها وشمالها ومنطقة الخليج العربي مع هذه الحضارات في مصر والعراق واليونان وروما وما عكسته هذه الصلات الحضارية من أهمية الدور التي كانت تقوم به تجارياً وثقافياً حيث كانت بمثابة عنق الزجاجة الذي يوصل بين كل تلك المراكز الحضارية في كل الفترات الزمنية المتعاقبة, فمن خلال أراضي شبه الجزيرة والخليج عبرت القوافل التجارية سواء باستخدام موانيها لنقل البائع عن طريق البحر عن طريق مواني الخليج العربي ومواني البحر الأحمر, أو عن طريق القوافل التجارية البرية التي استخدمت طرق القوافل المنتشرة من جنوب الجزيرة إلى شمالها أو من شرقها إلى غربها, وهو ما أدى لنشوء تنوع ثقافي في المدن الواقعة على هذه الطرق والتي تعرف بمدن القوافل التجارية, هذه إحدى الأسباب التي شجعت علماء الآثار للتوجه لدراسة هذه المنطقة والتعرف على آثارها.

أولا:الدراسات المبكرة التي سبقت الاهتمام الوطني بالآثار في
المملكة العربية السعودية:

قبل الحديث عن جهود الباحثين الآثاريين الأوائل في المواقع الأثرية السعودية يجب أن نستعرض بشكل سريع ومختصر عن بعض الدراسات التي قام بها مستشرقين ورحالة سبقت ما قام به الآثاريين في المنطقة والأسباب التي دفعت أولئك للتوجه للمنطقة, فكما تحدثنا عن بعض الأسباب التي دفعت الدارسين للاهتمام بالقيام بالدراسات في شبه الجزيرة العربية والخليج العربي يجب أن نذكر هنا أيضاً أسباب أخرى شجّعت الرحالة للقدوم والبحث في عدد من مناطق السعودية بشكل خاص وباقي دول الخليج العربي عموماً, كان قدوم الكثير من الرحالة الأوربيين للسعودية في منتصف القرن التاسع عشر الميلادي له أسباب كثيرة أخرى كان بعضها بدافع الفضول لمعرفة ما تحتويه المدن المقدسة عند المسلمين وهي مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث كان يمنع على غير المسلمين دخول هاتين المدينتين مما اضطرهم إلى تعلم اللغة العربية وتغير ملابسهم وادعاء الإسلام وهذا ما جعلهم أيضاً يغيرون أسمائهم إلى أسماء أخرى عربية, ومن الأسباب أيضاً ما كتب في الكتب المقدسة عن جزيرة العرب وعن ملكة سبأ وثراء دولتها, وعن أقوام مدين وعاد وثمود، ولعل هذا من أهم دوافع بعض هؤلاء المستشرقين للمجيء إلى هذه المنطقة من العالم, بالإضافة ما كتبة الكتاب الكلاسيكيين عن أرض البخور وقوافلها التجارية أضف إلى ذلك ما عرفوه عن طريق كتابات الجغرافيين والمؤرخين المسلمين في العهود المبكرة للحضارة الإسلامية في فترات ازدهارها. كل هذه الأسباب مجتمعة أدت لوصول هؤلاء العلماء والرحالة الأوروبيين لجزيرة العرب للتعرف على طبيعة هذه الأرض وتراثها الثقافي والاجتماعي وكذلك الاقتصادي ونقل مشاهداتهم ووصفها. كانوا الرحالة والمستشرقون الذين قدموا لشبه الجزيرة العربية والخليج العربي كثر، ولكن يهمنا هنا تلك الأعمال التي قام بها رحالة ومستشرقون بوصف واستكشاف لمواقع أثرية أو ساهموا في ذلك، وخاصة في رحلات المستشرقين التي قدمت للأراضي الواقعة في حدود السعودية حالياً.
توالت الرحلات وتزايد عدد العلماء والباحثين القادمين لجزيرة العرب, وكان جزء من الرحالة مهتم بدراسة الأجزاء الواقعة في جنوب الجزيرة, بينما أهتم آخرين بدراسة شمالها وهؤلاء الذين قدموا لشمال شبه الجزيرة العرب كثيرين ونذكر منهم هنا بعض الأمثلة ليس لأنها أفضل الأمثلة ولكن قد يكون ذكر أعمالهم كافية في استعراضنا للتقدم في مجال علم الآثار في السعودية, فنرى أنه كما مهدت رحلة "كارستن نيبور" للتقدم في الدراسات الحديثة في جنوب الجزيرة نرى أيضاً ما قامت به رحلة السويسري "بوركهارت" في دفع عجلة التقدم للدراسات الحديثة في الأجزاء الشمالية من شبة الجزيرة العربية بالرغم أنه لم يكن باحث آثاري إلا أن مشاهداته التي سجلها في عام 1815م مهّدت الطريق لقدوم المهتمين بالآثار للمنطقة, وفي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي قام "ر. برتون" بوصف المقابر النبطية في مغاير شعيب ولفت الأنظار لآثار المناجم القديمة في منطقة مدين وتبعه "ج.ر. ولستد" الذي قام أيضاً بنسخ بعض النصوص والنقوش القديمة, وأيضاً جاء في 1865م "وليم ج. بلجريف" وقام بنشر مشاهداته لبعض المعالم الأثرية في منطقة نجد, ثم قام "شارل مونتاج داوتي" بزيارة عدد من المواقع الأثرية في شمال غرب السعودية وهي منطقة الحجر( مدائن صالح), العلا, الخريبة وكان ذلك في عامي 1876-1877م, وقد دون أخبار رحلاته في "أسفار في الجزيرة الصحراوية" ونسخ من تلك المناطق التي زارها نصوصاً وكتابات ثمودية ولحيانية ونبطية وكذلك أشار "داوتي" لبعض المعالم الأثرية في تيماء, الطائف, ووادي فاطمة، بالإضافة للدور البارز الذي قام به "داوتي" ومن سبقه في وضع الأساس للدراسات الآثارية في السعودية كان "تشارلز هوبر" من الباحثين البارزين الذين قدّموا دراسات قيّمة في هذه المنطقة حيث قام "هوبر" بدراسات آثارية لعدد من المواقع الأثرية ودرس عدد من نقوش وكتابات شمال شبة الجزيرة العربية ووسطها خلال رحلاته في 1878-1882م, و 1883-1884موقام بنشر دراساته في عام 1884م وكذلك في عام 1891م, وقد شاركه "يوليوس أويتنج" في زياراته للحجر( مدائن صالح ) والعلا والخريبة, ونشر "أويتنج" عدد من أعماله وكذلك نشر عن بعض آثار شبه الجزيرة في عام 1896م وعام 1914م, ونشر بعض النقوش النبطية في عام 1885م, ونشر بعض النقوش الثمودية عام 1904م والتي أعاد ترجمتها لاحقاً العالمان "مولر" و"ليتمان".
مع بداية القرن العشرين تجمعت من جهود الرحالة والباحثين حصيلة مناسبة لتحقيقات علمية أكثر شمولاً عن التاريخ القديم لشمال شبه الجزيرة العربية, وبالإضافة لمن ذكرناهم سابقاً كان "ألوا موزيل" قد ساهم بشكل كبير في جمع هذه المعلومات والدراسات الأثرية لشبه الجزيرة العربية من خلال دراسات تفصيلية وأعمال مسح دقيقة قام بها خلال عشرين عاماً في الفترة الممتدة بين عام 1896م إلى العام 1915م, وقد نشر "موزيل" أعماله في عدد من الكتب وذلك فيما بين 1907م-1930م. في نفس الوقت الذي كان "موزيل" يقوم فيه ببحوثه ودراساته في شمال شبه الجزيرة العربية كان موجوداً فيها أيضاً الباحثان "جوسين" و"سافينياك" وقد ساهما أيضاً بشكل كبير في نشر وترجمة عدد من النصوص الثمودية واللحيانية والنبطية, وقاما جوسين وسافينياك بدراسة بعض آثار الحجر(مدائن صالح) والخريبة وتيماء حيث صوروها تصويراً دقيقاً, ونشرا دراساتهما في ثلاثة أجزاء فيما بين 1909-1920م وكانت دراساتهما هذه بمثابة قاعدة قامت عليها الكثير من دراسات آثار شمال غرب الجزيرة والكتابات القديمة الشمالية, وممن استفاد من دراساتهما نذكر "كرامر" و"كونتينو" في مؤلفاتهم عن الحضارة وكذلك كانت قاعدة اعتمد عليها كل من "فريدرك وينيت" و"فريتز كاسكل" في دراستهما للحضارة اللحيانية, أيضاً ما كتبه الباحث "فان دن براندن" عن الحضارة الثمودية. وبالإضافة لمن ذكرنا من الباحثين الذين ساعدتنا دراساتهم في تطور دراساتنا الحديثة نذكر أيضاً نذكر "برترام توماس" وما قام به في رحلاته جنوب منطقة نجد ورسمه للخرائط وعمل النماذج الجيولوجية والأثرية حيث كانت دراسته عوناً لكثير من الباحثين الذين قدموا بعده ومنهم "سان جون فيلبي" و"شيجر" حيث ساعدتهم كثيراً في دراساتهم عن الربع الخالي.
وكما شجع الباحثين الأوائل غيرهم من الآثاريين للمجيء للسعودية بعد أن قدموا أدلة أثرية على وجود مواد بحثية كثيرة في السعودية تستدعي دراستها آثارياً والكشف عن غموضها, كان هناك أسباب أخرى شجعت الكثير في العالم للذهاب للسعودية, فبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بفترة ليست طويلة توجهت أنظار الدول العظمى لمنطقة الخليج العربي ودوله وتسابقت لمد نفوذها فيها لاكتشاف مصدر مهم للطاقة وهو النفط الذي تملك دول الخليج مخزون كبير منه, وكانت السعودية أكبر الدول الخليجية امتلاكاً لمخزون نفطي يعد الأكبر في العالم تقريباً, كان هذا الذهب الأسود المخزون في باطن الأرض السعودية سبباً لتسابق تلك الدول الكبرى وشركاتها للحصول على أكبر حجم من المشاركة بتنقيب واستخراج هذه الطاقة وقد حصلت الشركات الأمريكية على ذلك, كانت تلك الشركات الأمريكية تضم عدداً كبيراً من الخبراء في مجالات متعددةً, وكان هؤلاء الخبراء كان لهم اهتمامات أخرى بالإضافة لما يقومون به في التنقيب وتكرير النفط, فمنهم من كان له اهتمامات في البحث في مجال علم الاجتماع وآخر له اهتمامات بدراسات بيئية وكان أيضاً منهم بعض المهتمين بجمع المعثورات الأثرية وآخر له اهتمامات باكتشاف المواقع الأثرية ليساهم في الكشف عن آثار المنطقة هذه الأسباب كان لها دور في تشجيع الباحثين والآثاريين في مواصلة دراساتهم ومساهماتهم, وهذا النوع من الخبراء لم يكن يريد من الكشف عن الآثار سوى المساهمة في خدمة الإنسانية بمكتشفاته ولعل مساهمة خبراء شركة أرامكو في الكشف عن موقع الفاو أكبر دليل على وجود هذه النوعية من الخبراء وأنهم لم يكونوا كل بتلك الصورة السيئة التي عكسها سرقة بعضهم لتحف وأدلة أثرية من المنطقة ومنهم موظف شركة أرامكو "باول نانس" وهو أمريكي الجنسية, وتذكر إحدى الصحف المحلية وهي جريدة الرياض أنه أسس متحف في بلده غالبية معروضاته من قطع آثارية وتراثية تبرع بها أكثر من سبعين شخصاً أغلبهم من الأمريكيين, وقد عمل "نانس" كموظف في شركة أرامكو منذ الخمسينات الميلادية وحتى 1983م, وليست سرقة آثار السعودية محصورة على موظفي الشركات الأجنبية فنجد بعض الرحالة والباحثين الآثاريين يسرقون أحجار عليها نقوش وكتابات قديمة أشهرهم "يوليوس أوتنج" الذي تحدثنا عن زيارته للسعودية بين عامي 1883-1884م, والقائمة تطول بالآثار المسروقة من السعودية لعل أشهرها مسلة تيماء الموجودة حالياً في متحف اللوفر في فرنسا.
بالرغم من الجوانب السيئة في دراسات الرحالة والباحثين الأجانب إلا أننا لا نستطيع أن ننسى أعمالهم الكبيرة في الكشف عن كثيراً من آثار بلادنا, ولعل من حسنات تلك الدراسات الأجنبية الأولى تشجيعها لقدوم البعثات الأكاديمية العلمية المتخصصة التي كانت المحفز الأقوى لنشوء إهتمام وطني بالآثار في السعودية, وكان أولها أعمال البروفسورة الألمانية "روث استهيل" والعالم "ألبرت جامي" اللذان زارا المنطقة فيما بين 1963م-1968م, حيث قاما بنسخ وتحقيق نقوش موجودة في شمال غرب الجزيرة, كما عاد الدكتور "وينيت" للسعودية سنة 1967م وقام بأعمال مسح في منطقة حائل, ونشر نتائج أعماله سنة 1973م في الجامعة الأمريكية في بيروت. في عام 1968م جاء ثلاث من البعثات الأكاديمية في نفس الوقت لكنها قامت ببحوثها في مناطق مختلفة وهي البعثة الدنماركية والتي قامت بأعمال مسح أثري للمنطقة الشرقية في السعودية كشفت هذه الأعمال للبعثة عن أكثر من عشرين موقعاً تعود لفترات زمنية متنوعة ومختلفة, وفي نفس العام 1968م جاءت بعثة معهد الآثار بجامعة لندن وقامت بالمسح الأثري في عدد من المواقع في المنطقة الشمالية للسعودية وهي مدين, والمابيات, والعلا, والحجر(مدائن صالح), والبدع, ومعبد روافة, وغيرها من المواقع التي فيها عدد كبير من الكتابات والنقوش القديمة مثل الثمودية واللحيانية ووالنبطية, أيضاً في نفس العام 1968م جاءت بعثة معهد "سميثسونيان" الأمريكي وقامت أيضاً بأعمال المسح الأثري في مواقع جنوب السعودية منها موقع الأخدود الأثري في منطقة نجران, كشفت هذه البعثة على ما يزيد عن ثلاثين موقعاً أثرياً تعود لفترات زمنية مختلفة.
كان هذا عرض سريع ومختصر للدراسات الأثرية التي قامت في المملكة العربية السعودية, وكانت البدايات الأولى للدراسات الأثرية الحالية في المنطقة كما سنرى.

منقول







  رد مع اقتباس
قديم 18-06-07, 09:28 AM   #2
سحمان السبيعي
خبير اجهزة ملاحة ومصمم خرائط
 

 رقم العضوية : 418
 تاريخ التسجيل : 15 - 5 - 2007
 المكان : الرياض
 المشاركات : 3,181
 الحالة : سحمان السبيعي غير متواجد حالياً


من مواضيعي
» تجربة تصوير الغروب
» أقدم سيارة في العالم للبيع في مزاد
» محاولة مبتدئ وش رايكم
» تاريخ سيارات الجمس من سنة 1902م
» للادارة مع التحية

افتراضي

انا مع الاهتمام بالاثار التي تزخر بها مملكتنا الغالية اي نعم انها متأخرة جدا بعد نهبت كميات كبيرة من تاريخنا في متاحف العالم.

فيه مشاكل اخرى تمنع او تعيق البحث الاثري لكن لبد من المحافظة على الباقي المتبقي منها على الاقل








التوقيع
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 18-06-07, 09:59 AM   #3
ريع الدياب
 
افتراضي

الغالى سعود

أهنئك على اهتماماتك الرائدة فى مجال الآثار فى بلادنا
واتخاذ منتدى الرحلات وسيلة لنشر آراءك ورحلاتك
لقد أضفت ناحية تميز لمنتدانا بنشر علومك الرائدة فيه
بارك الله فيك وأمدك بالصحة والعافية لتأدية رسالتك النبيلة







التوقيع
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 23-06-07, 01:27 PM   #4
سعود الراشد
 
افتراضي

كان
ريع الذياب
اشكركم على المرور والاطراء وهذامن حسن ذاتكم انتم








  رد مع اقتباس
قديم 25-06-07, 08:09 PM   #5
أبو مروان
 
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الغالي سعود

لقد تطرقت لموضوع مهم جدأ من حيث هل هنالك إهتمام وطني بالآثار في المملكة العربية السعودية ، وأوردت شرحاً لبداية علم الآثار في المملكة

أقول نعم يوجد إهتمام ، ولا يوجد إهتمام

- تم تؤثيق الآف المواقع الأثرية في المملكة من خلال برنامج المسح الشامل الذي قامت به ولا تزال تقوم به وكالة الآثار

- تم سن القوانين والأنظمة التي تدور حول الأثار وسبل وطرق المحافظة عليها

- ولكن مساحة المملكة المترامية الأطراف والتي مر على أرضها عشرات الحضارات ، تحتاج لجهد كبير في هذا الصدد لا يمكن القيام به بالإمكانيات الحالية ، فلا يوجد أعداد كافية من المتخصصين بهذا المجال ، بل لا توجد كليات خاصة ، عادا قسم أو قسمين ضمن كلية الأداب

- ناهيك عن عدم وجود العدد الكافي من المتاحف (توجد متاحف لكن ليست على المستوى المأمول من حيث تغطيتها لجميع المناطق ، إي من حيث المكان والموقع ووقت فتح المتحف)

- المناطق الأثرية المغلقة والتي لا يسمح بزيارتها

- لم يتم تسجيل إي موقع في المملكة حتى الأن من ضمن التراث العالمي رغم إمتلاكنا لكنز هائل من الآثار ، وبالرغم إنه تم تسجيل عشرات المواقع في الدول المحيطة بنا من ضمن هذا البرنامج

- ولكن مع كل هذا فالمستقبل يبشر بالخير بأن هذا القطاع سوف يحظى بالدعم والإنتباه








  رد مع اقتباس
قديم 26-06-07, 12:58 AM   #6
سعود الراشد
 
افتراضي

ابومروان
هذا شي اكيد واشكرك على مداخلتك القيمه
تقبل تحياتي







  رد مع اقتباس
قديم 27-06-07, 08:44 PM   #7
خالد الشريهي
 
افتراضي

أخوي سعود

اوافق على ماذكره الاخ ابو مروان................ هناك اهتمام وعدم اهتمام

اهتمام بالتسوير واقفال الباب لابعاد الناس عنها لكن لايوجد اهتمام بالتنقيب وكشف ماتحويه تلك الاماكن

المتاحف لاتحوي الا القليل ومع ذلك دوامها دوام دوائر الحكومه

على سبيل المثال متحف العلا دوامه من السبت الى الاربعاء من الساعه 8 صباحا الى 2 ظهرا واغلب السياح يزورون مدائن صالح يوم الخميس والجمعه كما ان المتحف في وسط المدينه بعيد عن المناطق الاثريه التي يؤمها السياح

تقبل تحياتي لاثارة موضوع مثل هذا







  رد مع اقتباس
قديم 31-07-07, 04:57 PM   #8
سعود الراشد
 
افتراضي

الاخ ثهلان
اشكرك على المرور
والمعذره حيث اني تاخرت بالرد
تقبل تحياتي








  رد مع اقتباس
إضافة رد
مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خرائط حديثة وتفصيلية تغطي جميع مناطق المملكة العربية السعودية ابوفارس تقنية الخرائط و تحديد المواقع 11 12-09-11 12:16 AM
تنقيح وفرز قاعدة بيانات المملكة العربية السعودية وحذف المتشابة .... مستكشف مستكشف تقنية الخرائط و تحديد المواقع 18 28-05-09 07:05 PM
موسوعة المملكة العربية السعودية - من سلسلة مصورون محترفون - 4 أبو مروان التصوير والكاميرات 18 11-07-08 09:41 PM
صور من رحلة بحثي البرية الأستكشافية في منطقة الشفا غرب المملكة العربية السعودية شموخ التصوير والكاميرات 28 12-12-07 09:57 PM
المناطق الإدارية بالمملكة العربية السعودية عمو تقنية الخرائط و تحديد المواقع 10 06-06-07 02:41 AM


الساعة الآن 09:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
 
هلا ديزاين