الحلقة الثانية
وصلت مطار الملك خالد بالرياض مع وقت صلاة العشاء تقريبا ، وتوجهت مباشرة لقطع تذكرة صعود الطائرة وعند الوزن للحقائب إظطررت للتنازل عن كيس القهوة الذي حرصت زوجتي على حمله معي – حمدت الله فيما بعد أنني لم آخذه معي لعدم إمكانية إعداد القهوة في السكن – أديت الصلاة مع أخي ثم ودعته وصعدت الطائرة قرابة الساعة الحادية عشر مساء بعد ذلك بقليل أقلعت الطائرة وبقينا في السماء قرابة الثمان ساعات و مما خفف المصاب هو أن المقاعد التي بجانبي فارغة مما أتاح لي الراحة والنوم قليلا وكلما نمت قمت وجلا مذعورا لطول مكثي بالطائرة ولم تقبل نفسي أي طعام من المضيفات، عندما جاء وقت صلاة الفجر توضأت وأذنت ولا أسمع إلا نفسي حتى لا أزعج أحدا من الركاب وصليت السنة بعدما فرشت رداء كان معي ثم أقمت وصليت الفجر وما إن بدأت فيها حتى جاء رجل من خلفي وصف بجانبي فأصبحنا جماعة ، هنا صليت بإنشراح بعدما كنت منقبضا ودعوت لهذا المسلم الذي يبدوا أنه الوحيد معي على متن هذه الطائرة الخطوط الصينية
وصلنا مطار هونغ كونغ الساعة الثانية عشر ظهرا بتوقيتهم ، وعندما دخلت المطار إنفجعت من منظر النساء المتبرجات أيما إنفجاع وأنذهلت وما صدقت عيناي، فهذه هي المرة الأولى التي أرى فيها نساء بهذا اللبس المتكشف .
توجهت وأنا لا آعرف ما هو مكتوب على اللوحات الإرشادية وأحس بإرتباك شديد ، ذكرت الله ثم هدأت نفسي وحاولت أن أتنفس بهدوء وتوجهت حيث يتجه أكثر الناس وأدى بنا الممر الواسع إلى العديد من الصالات الجانبية والمحلات التجارية وغيرها ، اتجهت لأقرب دورات مياه وتوضأت وذكرت الله ثم جلست بأحد الصالات القريبة وأخرجت بوصلتي وعرفت القبلة وأذنت وصليت الظهر والعصر جمعا وقصرا والناس قد طارت أعينهم نحوي ، بعد الصلاة جلست أحاول أن أتصل بأغلى من على وجه الأرض ( والدتي ) فاجابني الهاتف لا يمكن ذلك مع أنني قد عممت الجوال قبل سفري حاولت مع هاتف أخي زوجتي مع .... لم أتمكن ضاقت بي الدنيا بما رحبت أريد أن أفرج عن همي وقلقي ،،،
إذا بالرقم الخاص يتصل بي رددت إذا هو أخي فرحت به كثيرا وأخبرته بان الإتصالات لم يعمموا جوالي إنفجر ضاحكا وقال أكيد لم تضف 00966 قبل أي رقم تطلبه قلت صحيح ، أضفت واتصلت بوالدتي فرحت بي وطمأنتها وأنهيت المكالمة.
( هنا حصل موقف غريب ) يوجد رجل وكأنه يراقبني من بعيد جدا ، غيرت صالتي لأن الذين كانوا معي قد غادروها لوصول طائرتهم ، إتجهت إلى كراسي أخرى ، لاحظت أن الرجل مازال يراقبني ويغير أمكنة جلوسه وكلما وقعت عيني بعينه يصرف بصره عني قلت في نفسي ( هذا من زود القلق ) .
إستمر الرجل وكل مرة يغير مكانه ويقترب مني وأصبح في الأخير لا يصرف بصره عني حتى لو نظرت إليه بل يزداد حدة وشحوبا، إضطجعت لأني كنت متعبا جدا ، لا حظت أنه إقترب حتى ما بيننا سوى صف واحد من الكراسي وتبين لي أن معه جهاز وأنه يتكلم فيه بين الفينة والأخرى وكأنه يشير لرجال من بعيد زاد قلقي واتكأت ونظرت إليه وكأني أقول ( أنا الآن ما عرفت أدبر روحي وآكل شي وميت من الجوع وأنت خايف مني ) وودت لو أركله برجلي من شدة نظره وقلت أدبه في ذلك ،
قلت مال للمشاكل إلا حلها من أولها نهضت بعد أن أخرجت أوراق كثيرة في أحدها وجبة أو غرفة كهدية من الخطوط ، وأقبلت عليه ووالله ما نزل نظره مني ولا أنقص من حدته ، حييته وأنا أكاد أموت غما منه وقلت هل تعرف أين هذا الفندق أو المطعم لم يعرف ما أقول إستخدمت الإشارات حتى كأني متعلم إشارات الصم البكم ( عافاهم الله) أشار لي إلى خارطة معه وهدأ روعه ، قمت مباشره إلى وصفه لكي أرتاح من شره وإلا ليس لي في الأكل رغبة ورأيته يتابعني بين الفينة والأخرى، طنشت وبدأت أتفرج في نواحي المطار وذهبت يمنة ويسرة كان مطارا ضخما جدا ومتفرع ، جلست هنا وهناك حتى جاء وقت صلاة المغرب وقد مللت من الوجوه الكالحة والشاحبة لا أدري لماذا أراهم هكذا ولم يبتسم في وجهي منهم أحد ،
دخلت المغاسل لأتوضأ وأنا متضايق جدا منهم ومن كيفية قضائهم للحاجة دون حياء ، دخل رجل وكأنه باكستاني وأبتسم في وجهي وقال لي مسلم أخي قلت نعم وكدت أقبل رأسه فرحت به قال إنتظرني سأصلي معك ( بلغة ركيكة ) قلت أبشر والله ، أنتظرته حتى خرج وكان معه رجل آخر، قمنا وفرشنا سجادة معهم وجاكيتي وأردنا الصلاة قال زميله لي نحن شيعة ( لغة مكسرة ) ونتبع للخميني وأنت أكيد سني أليس كذلك ، قلت نعم وقد أصابني إحباط لشدة فرحتي بهم ، بقي معي الأول وإنصرف الثاني وكأنه يقول لصاحبه وقد صف بجانبي لا تقبل صلاتك مع السني، لكن الأول تعاطف معي وصليت به المغرب والعشاء وقد وضع أمامه قراطيس وخرق لا أدري ما هي وعندما أقول ولا الضالين أقول لوحدي آمين ، ولا أدري ما الحكم الشرعي لفعلي ( أقول في نفسي حتى اللي فرحت به يصلي معي زادني غربة ) ودعته ودعوت له بالهداية لطيب كلامه وبشاشة وجهه،
ذهبت إلى البوابة المعلنة للرحلة المتوجهه إلى أوكلاند بنيوزلندا . وقد صار الوقت عشاءا يوم السبت وكنت مرهقا وكأني في حلم ، ولا أدري ما سيواجهني من صعاب خصوصا أن لغتي ضعيفة و ليس معي تأشيرة ولا موافقة رسمية من معهد وإنما رسائل إيميلات ،،
وسأترك الحديث عنها الحلقة القادمة بمشيئة الله. ألقاكم أحبتي وأنتم على أحسن حال بإذن الله