تعتبر الزراعة من الأعمال المهمة لدى مختلف شعوب العالم، ومنها سكان اليمن، خاصة سكان المناطق الداخلية التي توجد فيها المياه العذبة التي تستغل للري والشرب
وكانت هناك العديد من طرق الري في القديم إلا أن أشهر طرق الري كانت عن طريق الساقية، ويقصد بالساقية تلك القنوات التي تحفر في الأرض
تظهر للقادم إليها كمسطحة ومدرجات خضراء تحت جبل يظلها بذراعيه وكأنه متأمل في جمالها
تقع قرية حفزان في مديرية السدة التابعة لمحافظة إب
مصادر المياه في حفزان
هذه المياه يكون مصدرها المرتفعات الجبلية التي تعتبر بمثابة خزانات ينفق مخزونها بطريقة منتظمة من خلال قنوات تنساب للانتفاع بها، فقاموا ببناء هندسي كلفهم الوقت والجهد والمال ونجحوا في عملهم الذي يوحي بأنهم كانوا مهرة في هندستها
نتابع سوياً بالصور مجرى المياه في الساقية، ونبدأ معكم بعكس مجرى التيار المائي الجاري في الساقية، من أسفل إلى أعلى الجبل حيث مصدر المياه المتدفة
مدخل يؤدي إلى بيوت وحقول القرية
هل هناك أجمل من هذه الحقول النضرة التي تتمايل أغصانها عجباً، وترقص أشجارها طربا، والطيور التي تشدو بصوتها العذب، والينابيع التي سالت مجاريها في رقة ورفق، والنسيم العليل الذي يدفعه الحنان فيهب في سطح الماء وقد حمل معه عبير الأزهار ليزداد سلاسة وطيبا
سرنا تحت غابة من الأشجار
تكسو قرية حفزان الأشجار الحراجية مثل التالق والكافور والسار والطلح والعرم إلى جانب أشجار العمق والصبار والكثير
كل شيء هنا ينبض بالحياة
قرية حفزان والتي امتلكت كل مقومات جمال الطبيعة من غابات الأشجار وجبال شماء وسحر المياه المنحدرة من الجبال والمتدفقة بين الحقول
يرسم هذا المجرى اثنا جريانه صورا رائعة الجمال وإلتواءات مائية مذهلة لا يمل الزائر من طول المشي بجوارها
وعلى ضفاف الساقية يجلس أهل القرية تحت افياء وظلال الأشجار وتغريد الأطيار والتمتع والسباحة في الغدران