كتب الفرنسي شارل هوبير مايو1879م:
(( عبدالله الخميس شيخ كاف هو رجل في الخمسين من عمره ( هو نفسه يجهل سنه الحقيقي) ذو بنية ضعيفة وعظام بارزة تثبت أصله البدوي . أما فيما يختص بتاريخ القرية فقد ذكر لي عبدالله أن والده دهيري الخميس كان أول من أقام فيها منذ حوالي خمسين سنة بينما كان هو نفسه لايزال طفلاً صغيراً. وعيون الماء الصغيرة والعديدة المتوافرة في هذا المكان كانت تشكل في ذلك الوقت بحيرة في أسفل التل، وذلك يتفق مع ما قاله يوسف المالكي، وبالنسبة لعبدالله لم يعد يتذكر كيف أن العيون الإثنتا عشرة الموجودة هنا تحولت الى أحواض صغيرة. عندما أخذت في الساعة الرابعة صباحاً درجة حرارة عشرة من هذه الأحواض المائية كانت درجة حرارتها أكثر من 24.5 درجة مئوية في المتوسط للأحواض المعروضة للشمس، و21.1 للمتوسط لتكلك الآحواض التي تقع تحت النخيل، معنى ذلك ان متوسط الحرارة في المنطقة مرتفع جداً. أكد لي الشيخ عبدالله أن درجة الحرارة في كاف هي أكثر ارتفاعاً خلال الصيف منها في الجوف ، وانه نادراً ما يهطل المطر في الشتاء ، وهناك مؤشراً آخر عن هذه الحرارة يعطينا اياه وجود أشجار النخيل التي تنمو جيداً هنا، ونجد كذلك أن الماء مالح قليلاً ولكنه مع ذلك صالح للشرب. تمتد القرية الهلالية الشكل من الشرق الى الغرب وتتألف من مجموعتين، واحدة من ثمانية منازل والأخرى من تسعة، تفصلهما الينابيع والـ450نخلة . إلى جانب النخيل لا نجد سوى شجرتي رمان وعدد من شجرات الأثل. يستخدم خشبها في صنع عارضات خشبية لصناعة الأبواب وأسقف المنازل . أما السكان البالغ عددهم 90 شخصاً فيملكون ثلاثين جملاً وما يوازيها من الماعز وخمسة عشر خروفاً بالإضافة الى بضع دجاجات . وليس لديهم ثيران أو خيول. إن وجود هذه الواحة الصغيرة مدين لوجود الينابيع أولاً ومن ثم لوجود منجم ملح يعود دخله الى الشيخ نفسه، ويأتي هذا النتاج من جبل صغير يبعد 5كم إلى جنوب كاف وتحمله الإبل إلى مقربة من القرية في تجاويف تحوي ما بين 0.40م إلى 0.50م من الماء يذوب الملح فيها ثم يتبلور بالتبخر. إنه شديد البياض لكن طعمه شديد المرارة . يباع لقبائل الصحراء وتنقله جمال الشيخ بالتهريب الى البصرة ( بصرى) وحوران وجبل الدروز.
البيوت نظيفة من الخارج ولكنها وسخة من الداخل . الجميع يرتدون الزي البدوي . لا أحد يعرف القراءة أو الكتابة. وكالعادة فإن أمراض العيون كثيرة.))
شارل هوبير
***********
بقلم الانكلينزية الليدي آن بلنت 28ديسمبر1879م - 1297هـ:
((كاف قرية صغيرة لطيفة لها طابعها الخاص، متميزة تماماً عن أي شيء يراه المرء في سورية ، وكل شيء نموذج مصغر، الستة عشر بيتاً المربعة الصغيرة ، والأبراج الصغيرة ذات المشارف والأسوار بمشارفها بارتفاعها البالغ 7 أقدام - والسبعون أو الثمانون نخلة في بستان يُروى من آبار ، وبعض أشجار حسبتها في البداية سرو ، ثم اتضح أنها نوع رقيق من الأثل. ومع أنها محل صغير جداً ، فإن ( كاف) ذات منظر فريد مزهر، فكل شيء هناك أنيق، وفي إصلاح حسن، ولن تجد شرفة واحدة مكسورة ، أو باباً خارجاً عن مفصلاته، كما هي الحال بكل تأكيد في سورية. وهناك أيضاً عدد طيب من صغار النخيل غرست في وسط النخلات الأصغر سناً ، وشجرات تين حديثة، وكروم ، أشياء قل أن تجدها في الشمال. والناس لطاف المنظر حسنو السلوك ، ولو أنهم في البداية أفزعونا قليلاً بطوافهم ، والسيوف في أيديهم . وهذه اما يحملونها منكسة على كلا الكتفين أو يقبضون غمدها بكلتا اليدين، أشبه كثيراً بما يشاهد المرء في الاشكال المنقوشة على الصخر لشهداء العصور الوسطى ، أو في صور المجاهدين الصليبيين.))
من تاريخ ((كاف)) :
و ( كاف) مستقلة تماما عن السلطان، ولو ان العساكر الترك نهبوها مرتين، مرة بقيادة ابراهيم باشا، ومرة ثانية منذ بضع سنين فقط، عندما أرسلت حكومة دمشق حملة عسكرية الى وادي السرحان. وشاهدنا خرائب قلعة قصر السعيد، على تل فوق البلدة، هدمها السابقون ( جنود ابراهيم باشا)، وسمعنا كثيراً من النواح حول أعمال الآخرين.
الليدي آن بلنت باللباس العربي
يــتبـــــــــــع........
المواضيع المتشابهه
قرية كاف الأثرية وقصر الشعلان وقصر الصعيدي
العرض العادي
