في منطقة نائية عند سفوح جبال الحجر الشرقي ، وتحديداً في هضبة سلمي في جبل بني جابر ، تكمن واحدة من أعظم وأجمل العجائب الطبيعية تعرف بــ
كهف مجلس الجن
أو
كهف سلمى أو خلشة مقندلي
ثالث أكبر الكهوف الجوفية في العالم
"N 22° 52' 52
"E 059° 06' 15
لعدة قرون خلت ، ظل سكان منطقة الشمال الشرقي من سلطنة عُمان يتطيرون من مجلس الجن ، والذي ترجع تسميته إلى أسطورة مفادها
أن نفراً من الجن يتخذون هذا الكهف مجلساً لهم
وقد اتضح لاحقاً أن ثمة تجويف في سقف الكهف يتسلل منه الضوء الى الحائط الأيمن عاكساً معه ظلالاً متحركة
حملت الأهالي على الإعتقاد بأنها عفاريت من الجن تتخذ الكهف مجلساً لها
ويبلغ هذا الكهف من السعة ما يمكنه من استيعاب عشر طائرات جامبو كبيرة على أرضه بسهولة ، كما أن ارتفاعه يسمح
بوقوف أربع من هذه الطائرات فوق بعضها حتى تصل إلى سقفه أو ما يصل إلى 1600 حافلة سياحية
ويتخذ الكهف شكلاً دائريا تبلغ مساحة أرضيته 58 ألف متر مربع ، وسعته 4 ملايين متر مكعب
أما طول الكهف فيصل إلى 340 متراً
وعرضه 228 متراً
وتبلغ المسافة من الأرض إلى السقف الذي هو على هيئة القبة 120 متراً
ورغم ضخامة حجم كهف مجلس الجن إلا انه من الصعب اكتشاف الكهف في هذه المساحة الشاسعة من النجد الجبلي ، الذي يتسم بكثرة تصدعاته وأخاديده
وكل ما يدل على وجوده من الخارج هو مجرد ثلاث فتحات تبدو غير ذات أهميه للناظر إليها
يقع كهف مجلس الجن عند الحد الشمالي من هضبة سلمى بالقرب من قرية فنس بولاية قريات
والواقعة على الطريق الذي يربط بين قرية ضباب التابعة لولاية صور بالمنطقة الشرقية
يتطلب الوصول إلى قمة الكهف جهداً كبيراً حيث يتوجب قطع مسافة طويلة من الدروب الجبلية الوعرة في حوالي خمس ساعات تقريباً
أو عن طريق الطائرات العمودية لتفادي تلك الدروب الوعرة المؤدية إلى الكهف والتي تتناثر فيها الحجارة المدببة والهضاب المتموجة
تتكون جدران الكهف من الحجر الجيري تتخللها بعض المجاري المائية المكونة من الرمال والحصى
وقد تبين من الفحوصات المختبرية أن أرضية الكهف عبارة عن بحيرة عميقة جافة ، لكنها قد تتعرض للفيضان
خصوصاً عند حدوث عواصف مطرية شديدة ، فتندفع المياه داخل الكهف من الثقوب الجدرانية والـسـقـفية
وبسبب إنخفاض الحرارة داخل الكهف إلى ما دون 18 درجة ، يظل قاع البحيرة موحلاً لعدة أسابيع بعد جفافها
كما تتكون على الجدار الشمالي طبقة سميكة من كربونات الكالسيوم المختلطة بالوحل
إضافة إلى طبقات أخرى من البقايا الحيوانية والنباتية التي تحملها المياة لتترسب عند أرضية الكهف
وقدر عمر الكهف بحوالي خمسين مليون سنة ، ويعتبر مستودع كنوز للحياة الطبيعية
اكتشف الكهف لأول مرة ووضع على الخريطة أثناء تنفيذ برنامج للهيئة العامة لموارد المياه للبحث
عن الصخور الكربونية في السلطنة بغية اكتشاف احتياطيات مائية جوفية عميقة
وكان أول من هبط بداخل الكهف الضخم هو أحد خبراء الهيئة وهو (دون ديفيسون) في عام 1983م
وذلك عبر الفتحة التي يبلغ عمقها 120 متراً والتي تعتبر أقصر فتحه من الفتحات الثلاث
ثم جاءت زوجته (شيريل جونز) في العام التالي 1984م لتهبط من أعمق فتحه ويبلغ عمقها 158 متراً
فسميت باسمها منذ ذلك الحين ثم جاء (دون جونز) بعد ذلك ليهبط من الفتحة الثالثة في عام 1985م
ومن الجدير ذكره أنه لا يمكن النزول إلى داخل الكهف إلا بالحبال
وينبغي التنويه بأن عملية هبوط أو صعود مسافة 120 متراً لا يمكن للمبتدئين القيام بها لأنها تتطلب تدريبا ومهارة عالية
ولذا على الزوار أخذ الحيطة والحذر عند دخولهم الكهوف وأخذ كل الأدوات الضرورية لمثل هذه التجربة المدهشة
وصور من شبكة تعرض لنا النزول للكهف من قبل بعض رواد الكهوف