وهو في هذه الأبيات يعدد المواضع التي مـرَّ بها ومنها :
الدحرضين الذي وردته ناقته مساءً ثم أصبحت وهي على مورد آخر اسمه الديلم وقد
نفرت ناقته عن حياضه، ثم بعد ذلك وردت ماءً آخر يقال له الرداع وقد بركت عليه ناقته
وشربت منه .
إن ماء الرداع من المواضع التي اختلف البلدانيون المعاصرون في تحديد مكانه وليس هذا
موضع الحديث عن أقوالهم بشأن تحديد ماء الرداع .
إلا أنني أميل إلى تحديد الشيخ عبد الله الشايع لموضع ماء الرداع والذي نشره في بحث
جميل بعنوان " الطريق إلى ماءي بني سعد " الجرباء"و "الرداع"" وذلك في مجلة "الدارة"
في عددها "الثالث" في شهر رجب عام 1422هـ.
وقد ساق الأدلة والنصوص التي تقوي ماذهب إليه والتي توصل من خلالها ومن خلال
رحلاته الميدانية إلى أن "ماء الرداع" قديماً والذي ذكره عنترة في معلقته هو ما يسمى
اليوم "آبار الحفاير" وهذه الآبار تقع في ضفاف وادي "الخويش الريان" الذي يصب في
روضة "ذات الرئال" وهي التي تسمى اليوم روضة "خريم".
وقد ذكر الأعشى "ماء الرداع" بقوله :
تقع هذه الآبار في مجرى وادي الخويش الريان وهي على يسار الطريق المتجه إلى محافظة رماح والذي يتفرع من طريق الرياض - الدمام السريع
وهي عند الإحداثية التالية :
2511325
4705525
خارطة توضح موقع أبار الحفاير ( ماء الرداع قديماً ) النقطة الزرقاء
صورة فضائية لموقع الآبار
رحلتي إلى "ماء الرداع"
كانت رحلتي إلى ماء الرداع بتاريخ 28 / 7 / 1430هـ
وقد أعددت هذا الموضوع في ذلك الوقت لأطرحه بينكم
ولكن مشاغل الحياة وصوارفها حالت دون ذلك .. ثم أُنسيته زماناً .. ثم إنني قبل أيام قلائل ذهبت في رحلة مع الأستاذ الفاضل صالح العبودي
وهو من المهتمين بعلم البلدانيات فكان مما مرّ بنا ونحن نتذاكر المواضع هذه المواضع التي جاءت في معلقة عنترة العبسي
فأعاد إلى ذهني موضوع ماء الرداع
ثم اتصل بي الشيخ عبدالله الشايع ليلة البارحة وكان اتصاله مما استحثني على طرح هذا الموضوع بأسرع وقت ممكن
وخصوصاً أنني سألته هل كان في المنطقة المحيطة بهذا الماء المهم شيء مما أحزنني حول هذه الآبار من المخلفات والنفايات
فأكد لي أنه لم يكن ثمة مايسوؤه حين زارها قبل عشر سنوات تقريباً
وهذا ماجعلني أبادر في إدراج الموضوع ونشره قبل أن يستفحل الأمر
ويزداد الخطب .
أعلم أنني سأدمي قلوبكم بالصور التي سأعرضها لكم وذلك أنني صعقت حين رأيت
ما آل إليه أمر ماء الرداع اليوم حيث أصبح مكباً للمخلفات والنفايات التي غمرت بطن
الوادي وكادت أن تطمر بئر الرداع - إن لم تكن طمرت تحتها بعض الآبار - وقد لاحظت
وجود كسارة قريبة جداً من الموقع واعتقد أنها هي المسؤولة عن هذه المخلفات
الكثيرة، وعندما وقفت على بئر الرداع بدأت أردد بيت عنترة :
ابن شاوي صبحك بالخير
الظاهر انك تتفوق على عتاولة شيوخ الأماكن لدينا
كتابتك سلسة ولغتك مفهومة ولو انه اتعبني قراءة ابيات الشعر مع الضمات والكسرات (نط هذي)
كني اشوف ان احد مسوي مندي بالقليب :::: قهر والله هاللي قاعد يصير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عافاك الله يابو فارس على الموضوع القيم الذي طالته يد التخريب من الاجانب الذين يشتغلون بالكسارات
فلو علم به مواطن فظني انه لايرضي به بتاتا لانه يعرف الابار وقيمتها الاثريه
لاهنت